أسرار سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أشرنا في الحلقة الأولى إلى عمق مفهوم الدخول على الله وقلنا أن القلب لا يمكنه أن يستقبل أنوار الله إلا بالتخلية من الوساوس الشيطانية والأوساخ المادية التي زرعها الشيطان في القلب ولا ننس الدنيا التي تطبع صورها المظلمة ...

اليوم سنشير إلى الطريقة التي من خلالها نستطيع تخلية القلب من الأوساخ الدنيوية والأمراض الشيطانية ..

الطريقة تسمى ( الإستبطان الداخلي )

وهي الجلوس مع النفس والغوص في أعماق القلب والتفكر في لذاته واستخراجها واحدة واحدة :-

فإن كان هنالك حقد على فلان من الناس فإنك تفتقد للطيبة القلبية ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) فيجب أن تزيل هذا الستار عن نور الله تعالى بأن تسامحه أمام الله وتدعو له بالهداية والتوفيق ولن تستطيع الدخول على الله إلا إذا أصبح قلبك خاليا من الحقد ...

وإن كان هنالك حب للدنيا أو للجاه أو للمال فإنه يتعارض مع قولك (لا إله إلا الله ) أي أن الحب الأول والأخير لله وحده ؛ لا بأس أن تكون غنيا ولكن لله ولا بأس أن تكون وزيرا ولكن لله .. بأن تجعل ذلك كله في يدك لا في قلبك للتقرب من الله بإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين و... للوصول إلى حب الله تعالى وليس للشهرة التي تعتبر من أكبر الأمراض القلبية

( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض..)

كل إنسان في قلبه نقاط ضعف يدخل منها الشيطان ويصنع منها الستار الحاجز عن أنوار الله فيجب علينا أن نبحث عنها وأن نخلص الحياة كلها لله تعالى (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)

وهذه التخلية بحاجة للبكاء أحيانا إذ أن هنالك بعض المعاصي تطبع ظلمة على القلب لا يمحيها إلا البكاء الشديد والتضرع لله تعالى .